الأمم المتحدة تعيّن لجنة مستقلّة لتقييم عمل أونروا... مفوّض الوكالة يزور دولا خليجيّة

الأمين العام للأمم المتحدة يعيّن لجنة مستقلة لتقييم عمل وكالة أونروا، فيما يجري مفوّض وكالة "أونروا" جولة في دول خليجيّة في ظلّ استمرار أزمة التمويل.

الأمم المتحدة تعيّن لجنة مستقلّة لتقييم عمل أونروا... مفوّض الوكالة يزور دولا خليجيّة

أهال في غزة يمشون بين الدمار (Getty Images)

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لجنة مستقلّة لتقييم عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ("أونروا")، اليوم الإثنين.

وتقود الحكومة الإسرائيلية حملة تشويه ضد الوكالة، بزعم مشاركة نحو 12 موظفًا فيها بهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الذي نفذته حركة حماس على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية، وتدعي انتماء أكثر من 190 موظفًا إلى حركتي "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، وهو ما دفع عدة دول إلى إعلان وقف تمويلها للوكالة.

وأعلن غوتيريش، اليوم الإثنين، إنشاء لجنة مستقلة مكلفة تقييم "حيادية" الوكالة، والردّ على الاتهامات التي استهدفت عددا من موظفيها.

وأوضح بيان أن مجموعة التقييم هذه ستكون برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاترين كولونا، بالتعاون مع ثلاثة مراكز أبحاث؛ هي معهد "راوول والنبرغ" في السويد، ومعهد "ميكلسن" في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

وكان مفوض عام "أونروا"، فيليب لازاريني، قد تساءل، أمس الأحد، إن "كانت الوكالة الأممية تدفع ثمن رفع صوتها في لفت الانتباه إلى محنة سكان قطاع غزة، وعن الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا".جاء ذلك

وتساءل مفوض عام أونروا خلال تصريحات صحافية أدلى بها، لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، ونشر مقطعا منه على حساب الوكالة الأممية عبر منصة "إكس": "هل ندفع ثمن رفع صوتنا في لفت الانتباه إلى محنة سكان غزة، وعن الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا؟"

ورجّح المسؤول الأمميّ أن ذلك "ساهم في توجيه الانتقادات لنا، أو تسريعها، أو تضخيمها".

وسط أزمة التمويل؛ مفوّض أونروا يزور دولا خليجيّة

ويزور لازاريني ثلاث دول خليجية هذا الأسبوع، سعيا لحشد الدعم بعد أن أوقف مانحون رئيسيون التمويل في أعقاب مزاعم إسرائيلية بأن بعض موظفي الوكالة متورطون في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وعلّق نحو 15 من أهم المانحين للوكالة، من بينهم الولايات المتحدة، التمويل بسبب مزاعم إسرائيلية بشأن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا، مما جعل الوكالة تحذر الأسبوع الماضي من أنها قد تضطر إلى الإغلاق بحلول نهاية شباط/ فبراير.

وقال غوتيريش في وقت سابق إن تسعة من المشتبه في تورطهم تم إنهاء خدمتهم، وتوفي أحدهم، ويجري الآن التحقق بشأن هوية الاثنين الآخرين.

وقال لازاريني عبر منصة "إكس" إنه اجتمع مع وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان الإثنين لمناقشة عمل أونروا في "الحفاظ على الاستقرار في المنطقة" وتقديم المساعدات إلى مليوني شخص في غزة.

وقالت جولييت توما المتحدثة باسم أونروا، إن لازاريني سيزور بعد ذلك قطر والكويت في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، بحسب ما أولادت وكالة "رويترز"، نقلا عنها.

وأضافت: "نأمل أن يعيد الذين أوقفوا (التمويل) النظر في الأمر وأن يتقدم آخرون أيضا".

وتحتل الكويت وقطر المركزين 19 و20 في قائمة كبار مانحي أونروا العشرين، مع تقديم قطر 12 مليون دولار والكويت 10.5 مليون دولار في 2022. والإمارات خارج هذه القائمة.

وسارعت دول مثل إسبانيا ومانحين من القطاع الخاص إلى مساعدة الوكالة منذ بدء الأزمة المالية الشهر الماضي، لكن توما قالت إن ذلك لم يكن كافيا لتعويض الفجوة البالغة نحو 440 مليون دولار.

ويوم أمس، واصل وزير الخارجية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، حملة شيطنة وكالة أونروا، مكررا المزاعم الإسرائيلية بأن الوكالة الأممية تشكل "جزءا من البنية التحتية الإرهابية لحركة حماس"، فيما شدد على أن سلطات الاحتلال "تعمل على طرد الوكالة من غزة".

وقال يسرائيل كاتس إن "وكالة أونروا هي جزء من المشكلة. جزء من البنية التحتية الإرهابية لحماس في غزة. وجزء من الكذبة الفلسطينية بأن هناك ‘لاجئين‘ (فلسطينيين) يحتاجون إلى العودة إلى دولة إسرائيل. إننا نعمل على طرد وكالة أونروا من قطاع غزة، فهي المشكلة وليست الحل".

وفي أعقاب منشور كاتس، قالت أونروا إنه "باعتبارنا أكبر منظمة إنسانية في قطاع غزة، سنبذل قصارى جهدنا لمواصلة عملنا الذي لا غنى عنه لدعم الناس في غزة. وعلى الرغم من النداءات المتكررة، لا يوجد حتى الآن وقف لإطلاق النار لدواع إنسانية".

التعليقات